رشدي اباضه ...عندما تحدث وهو سكير
رشدي أباظة
(3 أغسطس 1926) - 27 يوليو 1980
ممثل مصري مشهور. اسمه بالكامل “رشدي سعيد بغدادي اباظة”
ينحدر من الأسرة الأباظية المصرية المعروفة والشائع عنها أنها ذات أصولشركسية،
وهنالك رأي آخر حيث ينسبها البعض لقبيلة العايد، من غطفان اليمن من قبيلة جذام القحطانية اليمانية الكريمة
وفي في 27 يوليو 1980 عن عمر يناهز ثلاثة وخمسون عاما بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ.
ما يميز الممثل الراحل ...صراحته المطلقة
في وصف حالته فهو يعرف تماما
فلسفته في الحياة ولا يعرف القدر الذي اوصله الي هذه الحياه وبرغم اطلاعه الواسع وضعه المادي الجيد واستناده الي اشخاص ربما التعصب في هذه الصداقة وانحصارها فقط لدى اشخاص جعلت منه شخص واثق في تصرفاته
رغم انه يطلق عبارات وقحة
حتى في كلامه واشارته الي اى شخص ولكن مزيج الذكاء والارتكاز على مبادي الصداقة والصياعة
عامل استطاع ان يجعل له مكانه مميزة تختلف عن الشخص السكير العادي .
الطبقة التي عاش قيها من استناده الي الرفاهية واتكائة سوى على والده الذي كان في منصب رفيع
او والدته الاجنبية الثريه
جعل منه دنجوان حقيقي اضافة الي المامه واطلاعه على الادب والفلسفه والروايه
وخليط من عبقريه ثقافيه
تجد انه سبق عصرة في الحديث فحديثة تشعر انه مزيج من اشعار نزارقباني وفلسفه المنفلوطي ونجيب محفوظ ...
الحديث الذي صرح به لمجله الشبكة البنانية كشف مدى دهاء هذا الرجل حتى وهو سكير ..
ما يميز الممثل الراحل صراحته في الكلام فلا يوجد لديه حواجز
يعترف دائما انه طفل عندما يكون بين يدي امرة فاتنه .
صدر كتاب في 300صفحة للناقد احمد السماحي
_________________________________
من أرشيف دونجوان السينما العربية، رشدي أباظة،
اخترنا لكم مقاطع من لقاء صحفي أجرته معه مجلة “الشبكة” اللبنانية في بيروت مطلع السبعينات
من القرن الماضي، و المميز في هذا الحوار أنه لا يتطرق إلى فن رشدي أباظة،
بل يتمحور بكامله حول حياته الخاصة
و علاقته بالخمر و الحب و النساء.
تقول محررة المجلة :
“كان موعدي معه في فندق مارتينينز ببيروت، اتصلت به و هو صاح فواعدني لظهر الغد،
و ظهر الغد رحت إليه فالتقيته و قد صحا من نومه ليعيش من جديد مع كأسه !
و لم يكن وحده، كان معه رفيق له و رفيق لي عرفت منه بعد هنيهات أن رشدي بلغ الآن الكأس الثامنة من الويسكي المثلج !
فقالوا لي أن رشدي لا يكون رشدي أباظة الحقيقي إلا إذا كان سكراناً!”.
- حدثني عن النساء في حياتك ؟
كل النساء اللاتي أحببتهن كن أكبر مني سناً، إلا واحدة و هي المرحومة كاميليا التي كانت صغيرة السن لكنها كانت كبيرة في نضوجها و تفكيرها.
- ماذا يعجبك في المرأة التي تفوقك سناً ؟
المرأة التي تكبر الرجل في السن تقدره، و تعطيه قيمته الحقيقية، أما المرأة الصغيرة فإنها لا تفهم الرجل أبداً.
- ما هو أكبر تقدير من المرأة لقيمة الرجل ؟
هو ذاك التقدير الذي يشعره أن قيمته الحقيقية هي في رجولته.
- و هل تحتاج الرجولة إلى أنثى تؤكدها و تزكي وجودها ؟
كما أن المرأة تحتاج إلى رجل يفجر فيها الأنوثة، كذلك الرجل، فالأنوثة وليدة الرجولة، و بالمقابل فإن الرجولة وليدة الأنوثة، قاعدة الأضداد هذه ليست غريبة. إننا نجدها في نظرية ماركس و هيجل في الديالكتيكية الجدلية.
- و هوايتك للكأس ؟
أنا لا أحب طعم الخمر، أشرب لأن الخمرة تصفعني، و أنا أريد من يصفعني، لكنني لا أجده !
- صفعة الخمرة هل تصحيك أم تغيبك عن الواقع ؟
الخمرة تكشف أخطائي و تبررها لي .. و تابع يقول بالإنكليزية : هذه هي الحقيقة.
- و هل وجدت الحقيقة عن طريق الكأس ؟
من الصعب العثور على الحقيقة، إنها أشبه بالحلم، فما نكاد نلتقيها حتى نصحو و قد فقدناها.
- و هل تطيل الخمرة عمر الأحلام السعيدة ؟
كل الناس يدعون أن الخمرة تطيل أحلامهم اللذيذة لأنها تنسيهم مرارة الحقيقة، من قرنوا الخمرة بالنسيان ابتدعوا أكبر كذبة، لأن الخمرة تجسد الذكرى بأقسى لحظاتها.
- أية ذكرى تتجسد لك في الخمرة ؟
زجاجة الويسكي أتصورها سيدة .. عندما نمسك بها نضيع، و كذلك عندما نمسك بخصر ست نضيع.
- من هي تلك التي يضيعك خصرها ؟
تلك التي تشعرني بأنني رجل، تلك التي أحس بأنني طفل عندما أضع رأسي على صدرها.
- هل تشرب الخمرة أثناء عملك ؟
عندما أبدأ العمل أنقطع عن شرب الخمرة، لأنني عندما أمثل أعطي لفني قطعة من قلبي!
هل تستطيع التخلي عن الخمرة ؟
- أستطيع إذا ما وجدت شيئاً يوجعني أكثر منها.
- ألا تخشى من أن يحطم الخمر مستقبلك ؟
أنظري إلى يدي إنهما لا ترتعشان أبداً، أكره الخمرة لأنها أقوى مني، أكرهها لأنها لا تؤثر بي أبداً.
- وهل تسكرك المرأة كما تسكرك الكأس؟
إذا وجدت المرأة أسكر بدون كأس ! لكنني لم ألتق المرأة التي تستطيع أن تنتزع مني كأسي، و إذا وجدتها فأنا لها.
- الكأس لا ترعشك، فهل تشعر بالرعشة مع المرأة ؟
عندما ألتقي بأنثى تحبني و تشعرني برجولتي يرتعش قلبي.
- أي صنف من النساء يعجبك ؟
المرأة المعطاء التي تحول الرجل بلمسة إلى رجل حقيقي!
- و ما أول ما يعجبك في المرأة ؟
عيناها.
- أي الخمور تشبه المرأة؟
الويسكي لأننا نضم كأسها بكامل أصابعنا، و معظم الخمور الأخرى نمسك بكأسها من أطراف أصابعنا، و غالباً من قاعدة هذه الكؤوس.
- ماذا علمتك المرأة ؟
ما زلت حتى الآن تلميذاً في “جامعة النساء” و “مدرسة تحية كاريوكا” .. ما تعلمته حتى الآن هو أن المرأة كالزهرة خلقت لنشمها لا لندوس عليها !
- و هل تعامل المرأة على هذا الأساس ؟
أنا مثالي جداً مع المرأة، لا أنسى الأشياء الصغيرة التي تسعدها، فأنا أفتح لها باب السيارة و أشعل لفافتها و لا أتقدم عليها أبداً !
- من هي المرأة التي تركت أبلغ الأثر في حياتك ؟
المرأة الأولى و الأخيرة في حياتي هي أمي، لقد أحببتها بشكل غير طبيعي !
- و من تحب غيرها ؟
حبي لزوجتي و ابنتي حب هادئ، أما حبي لأمي فهو حب عنيف !
- و ما سر حبك لأمك ؟
إنها علمتني أن أكون “فتوة” رغم أنني لم أكن أريد ذلك، كان مزاجها أن تتفرج علي و أنا أضرب الآخرين، كانت تريد أن ترى في الرجلين الذين تزوجتهما !!
- لماذا تزوجت أكثر من مرة ؟
- تزوجت مرة لأنني رأيت فيها صورة أمي، و شعرت بأنها المرأة الشجاعة التي أرغب، و في زواجي الثاني أقمت أحلى ديكور في العالم و لكنني أخطأت البطلة، و في المرة الثالثة تزوجت لأقتل رجلاً آخر، و في المرة الرابعة عثرت على المرأة الصبورة التي رضيت أن تعيش إلى جانبي احدى عشرة سنة، السيدة التي تتحمل رشدي أباظة سنة تستحق “لوج” في الجنة، و من تتحمله أكثر من ذلك تستحق “بنوار” في الجنة .. و أضاف قائلاً : سامية جمال لازم يكون عندها سينما بحالها في الجنة، و أردف قائلاً : يا حرام يا سامية، أنا أحبها، حقيقة أنا أحبها، إنها “جدعة” و يكفي أنها احتملتني، من المستحيل أن تحتملني امرأة غيرها.
- من هي أخطر امرأة صادفتها في حياتك ؟
أمي، إنها لا تزال لغزاً محيراً، أنا لا أعرفها من الداخل و لن أعرفها أبداً، و هذا هو سرها على ما أعتقد !
- و من هي المرأة التي انتزعت منك كلمة “آخ” ؟
ابنتي اضطرتني أن أقول “آخ” رغماً عني، و سامية تركتني أقول “أي” و أنا راض.
- و عندما تهجرك امرأة تحبها ماذا تقول ؟
لا أقول شيئاً و لكنني أتزعزع ، أحزن، أموت.
- طوال حديثك كنت تردد كلمتي “هذه حقيقة” فما هي الحقيقة التي تبحث عنها دائماً ؟
الحقيقة التي أبحث عنها دائماً هي: لماذا خلقت؟
- والحقيقة التي وصلت إليها ؟
- هي أنني موجود، و أنني أسوأ ما صنع الخالق.
عمرناصرالحميري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق