·
تحت ظلال جبل صبر
·
يقف جبل صبر كـ مارد ينفض عن كاهله الضباب بينما
يسابق ظلة الممتد
عى اطراف واسعة من الوديان والمروج الخضراء وتتشابك وتختلط
الخطوط
عند منعطف درب " الجحمليه " لتمتزج كل المعالم ؟
مازالت في مخيلتي اطلالة جامع الجند هذا الذى بات يشكل الطهر المتجدد
لهذه البقعة
المختلفة من إي مكان في العالم ؟
لقد الهم الله اخر انبيائه المرسلين بأن يرسل رجل مؤمن برسالته السماوية
صوب الجحمليه عاش معاذ بن جبل هنا ربما علم وتعلم اكثر وزاد الايمان
واثر في قلوب الكثير
وفي الازقة الضيقة من حارة الجحمليه كتبت عبارات
بمعجون اسود بائس
على حيطان احدى البيوت القديمة " احذر انت في الجحمليه
"
اعدت قراءة العبارة مرة اخرى ؟
تابعت السير وانا احدق في تلك الاحجار المتراصة
فوق بعض لتشكل بيت او سور ؟
كل الحجارة كانت تاريخ وتحكي تاريخ ؟
وكنت حينها اوثق كل ما اشاهده واستذكر التاريخ
في كل لقطه
وقفت هنا عند منحنى شارع مزدحم يسمى "
العرضي" ومن بين ضجج المارة
تشكلت
امامي لوحه من الماضي تنكلها ضجيج الحاضر واختلطت بها سنين الماضي
واضواء الحاضر!
من هنا المح البيوت القديمة وقمرياتها العتيقة
تعكس ضوء الشمس
لتمتزج مع اطياف قوس قزح وتشكل الوان لم اكن قد اكتشفتها من قبل ؟
واصلت السير وتعرجات الطريق تحكي تاريخ من النضال
وهنا تنكشف الارض عن ميدان احيط بسور حديث
واعطى اسم اخر ليوثق نضال ثورة ضد الإمام "
ميدان الشهداء " في هذا المكان الصغير يكمن السر
ويبقى سر غير معلوم مفارقة عجيبة
لهذا المكان ؟
كل صور التاريخ تتساقط هنا
هنا كان "دويدار" الكاتب زيد مطيع
دماج يلهو ..وهنا كانت عكفة الامام تستعرض
حركاتها السحريه
ومن هنا فكر البعض بـثورة انقلاب
ومن هنا سقطت رؤوس الكثير منهم
ما زال شريط الذكريات يسترسل وتتساقط الصور كـخريف
دهر تلونه الاقدار
هنا انطلقت شرارة التغيير
مر هنا "جمال عبد الناصر" ليصنع إنتصار مزعوم قبل هزيمة مرتقبه
وكل شيء حوله كثبان من
خيال برليف
ومن هنا هتف "عبد الحليم حافظ " خلي السلاح صاحي
ومن هنا كان يتساءل بصدق "حسن يوسف"
هل فعلاً اراده ربنا ان تكون هذه الطرق ملتويه ؟
تركت هذا المكان وعاصفة من ذكريات الماضي تختبئ
في ازقة الأروقة الضيقة
تابعت السير وفي مكان ليس بعيد حيث تلتقي الطرق
المتشعبة الضيقة عند "حوض الاشراف"
وصوت "ايوب" وصليل قلم "
الفضول" تمتزج في شرايين الارصفة المتناثرة
إطلاله "جبل صبر" تدعوك للهروب الي
حضنه
وبوصله "طريق صاله" ترشدك الي السير مغمض العينين
فلا تسمع الا اهات " علي الأنسي "
تختلط مع اصوات البلابل المحلقة بكل الاتجاهات من حولك ؟
وعند لحظة الغروب تلتفت للخلف لتجد مدينة
تحتضنها شجرة عيد ميلاد
مطرزة بإشعاعات
من ضوء شموع
و مآذن وتبدى حينها طقوس قداس خاص
يتجدد كل يوم
وكل ليلة في هذه المدينة الحالمة ؟
عمرناصرالحميري
14/6/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق