omarnasseer

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

تائه في سقطرى



تائه في سقطرى




 مشعلهي 
شاب سقطري التقينا به صدفة عند قدومنا الي مطار سقطرى
كان الوقت عصرا وشارف على الغروب وكل السياح القادمون استقلو سيارات
كانت بنتظارهم بينما نحن  انا وعامر صديقي صديق الرحله لم تفكر في هذا الشي
وكانت رحلتنا عفويه لا جدول لها ولا تنسيق مسبق وجدنا شاب نحيل اسمر  يقف امام سيارة جيب
 عرفنا من الملصق الذي ع السيارة انها تابعة لمكتب سياحي
تحدثنا معه كان لطيف ورحب بنا عرفنا انه يعمل سائق ومرشد سياحي
اتى لاخذ طرود خاصة وبامكانه ان ياخذنا الي فندق قريب
 مشعلهي ملامحه اخذت شكل طبيعة سقطرى
عرفت شجرة دم الاخوين
والان وكأني ارى هذة  شجرة متجسدة في شخص مشعلهي
حتى شعرة اخذ شكل تلك السيقان المتعرجة  التي تعلو شجرة دم الاخوين ؟

 تفاصيل القصة تشعبت
                           وانا اتذكر مشعلهي
                           مشعلهي اختفى في ظروف واجواء متقلبة
 فهذة الاعاصير احدثت هيجان لشواطئ الجزيرة
وقلعت الكثير من الاشجار ..

...مر اسبوع و"مشعلهى" لم يظهر ؟

اصبحت اشجار دم الاخوين تمثل لي"مشعلهى" وكل شجرة سقطت وتمرغت بدمها كانت تجسد لي حزن مشعلهي..

كل ما حولي اصبح يتسائل  هل يعود ” مشعلهى" هل تحدث معجزة من نوع بطولي اخر ويعود "مشعلهى"

موسم الرياح لا يرحم ويزيد من مآسئ هذا  الوقت الحاسم

"لاعد طاد سبوع اجآلس "" لشعشوعه دماده" 


مازلت اتذكر كل التفاصي

 ومن داخل المسجد الكبير في حديبو كان معظم سكان هذة المدينة المتواضعه


متواجدون حضر الجميع ولفت انتباهي رجل يسمى "عوضب "


عوضب هذا يقال انه حفيد السلطان عيسى بن علي بن سالم آل عفرار

الذي عاش حياته كلها في منطقة “معايظ" وورث حكايات واساطير  اجدادة وربما تلك 

الحكايات فعلت فعلتها فقد تقمص دور السلطان رغم إمكانياته المتواضعه واسلوب 

تفكيرة البدائي


 مازال يتقمص دور السلطان ويرتدي نفس ما كانو يلبسونه وما زال يحتفظ حتى 

بخنجر السلطان وبندقيته المصديه التي لا تعمل ؟

في الشارع الرئيسي للمدينة في حديبو  يلتف حوله البسطاء

ربما سحرتهم اساطير وحكايات الماضي والبعض لا يبالي بهذه التصرفات  

ربما شماته نظراتهم لهذه المشاهد 
.
هنا في المسجد الكبير وبعد صلاة الجمعة وكعادته

يقوم " عوضب" في مشهد تراجيدي اخر يلقي خطبة من نوع اخر

متسلح بازياء اجدادة السلاطين


ويخرج  مطويه  ليلقي خطبته العصماء


....          بصوت ولهجة سقطريه 


(     تسولم عيهن  . .  راح هش أل لبود دهو عانــه   )


.. بجانبي "مشعلهي"  كنت اطلب منه الترجمة الفورية

فهمت انها خطبة متكررة في كل مرة و مفادها البحث عن مفقودين في عرض البحر

 وجائزة لمن يجد لهم اثر ؟


ربما هنا النافذين في الدولة لهم صلاحيات ليظهرو "عوضب"

 وكانه جزء من سياسة الجزيرة


ربما يمنحوه المال بطرق مختلفة كــ وضع هدية ثمينه لمن يحل مشكلة غامضة

او يكشف معلومات اخرى ربما لا نعلمها ..

وتحدثت مع " مشعلهي " متسائل هل حدث معه شي من هذا القبيل ؟

هل انقذ شخص او خاض مغامرة ؟

ويرد " مشعلهي " متافخر وسارح في عالمة

: طبعا   حصلت معي قبل سنتين  وكتشفت مكان صياد ضاع في البحر ثلاثة ايام

في عز الرياح الموسيمية خمنت يمكن جرفه البحر الي جزيرة صغيرة وفعلا

 وجدته في حاله يرثا لها ورجعت فيه واستلمت مبلغ الهدية ؟

** 
مازلت اتذكر تفاصيل الاشياء ..

 واتذكر مشعلهي الذي اختفى  خلال هذه الايام الحاسمة ؟

جبال حجهر، وقمتها كانت وجهتنا فى ذالك الصباح الباكر  الكل تسلح بكل العتداد

ونطلقت بنا السيارة في اجواء صافيه لا تسمع سوى

 اصوات النسور "سعيدو " السقطريه


وبصوتها طغت على اصوات العصافير ..

لم نسلك الطريق الممهد بل سارت بنا السيارة نحو وديان جانبية

تخللتها كثبان رمليه وبعض


الاماكن الساحرة التى تحبس الانظار وصلنا الي منطقة 

حاصرتنا الجبال من كل مكان ؟


فتوقف مشعلهي تحت شجرة عملاقة كبيرة واوغل في ادخال السيارة

حتى غطتها  الاشجار


بشكل كلي وبالكاد طلعنا واخرجنا امتعتنا المحدده سلفا ؟

لا احد هنا سوانا انا و عامر و مشعلهي  وصوت الرياح القادم من اسفل الوادي والذي 

يصدر صوتا


يشبه زئير الاسود وصدى الصوت شارد من بين تلك الصخور المترامة في كل مكان

هنا توقف مشعلهي واخذ نفس عميق وهو مغمض العينين وتكلم بصوت منخفظ

"من هذا المكان وهذا الوادي نقطة الانظلاق ؟



نحن جزء من فكر سواح تسلحنا بعدة السفر من ملابس خاصة ووجيات خفيفة معلبة

وهواتف نقاله حرصنا ان تكون جيدة لها القدرة على التقاط الصور البانورامية الصافية

ربما صديقي عامر كان شخص شبه محترف في التعامل مع الكامراء  وعصا السيلفي 

التى دوما ترافقة ؟


بدائنا في الصعود وتخذنا من الوادي نقطة انطلاق نحو الاعلى باشراف من قائد الرحلة

" مشعلهي"  كنا قد عرفنا انه قد وصل يوم من الايام الي اعلى مكان في هذا المكان

 واعاقته بعض الصخور التي كانت تسد مجرى الوادي المنحدر 


بعد ساعات من الطلوع الشاق واجتياز شعاب و صخور وصلنا الي المكان ؟

ووجدنا بغض الحجارة التي تحدث عنها مشعلهي ربما بالكاد نرى من خلالها سفح 

الجبل


وبعد محاولات استطعنا استخراج تلك الحجارة ونفذنا من خلالها ؟

لنجد شي اخر وكأن لا احد قد وصل الي هذا المكان الرائع ؟

لم نفوت الفرصة في التقاط الصور واخذ فترة من اراحة لتناول وجبات خفيفة لنستريح 

من عناء الطلوع ؟








صعدنا وكان المفاجئة الكبري ؟

شي لا يصدق تماثيل ضخمة واقفة امامنا وكانها من عصر الإغريق ؟

وتعالت الدهشة والانبهار في اعيننا ونحن نشاهد هذه 

المناظر الغير عادية ؟

تسألت حينها هل كان هنا  مايكل أنجلو وانا احدق في تمثال شبية بتمثال داود


وهل مر من هنا جوجان ليشكل مزيج من الوان البحر والسماء والارض 


هذا الابداع الحي


وهل استلهم فينسنت فان غوخ ابجديات الوانه من تراجيديا هذا المكان الساحر ؟

 

في لحظة الإنبها والدهشة كان صوت قادم من مغارة معتمة تدعونا الي كشف المجهول


" مشعلهي " كان لها وتقدم بخطى واثقة ليكتشف سر هذا المكان وربما سر  بقى مكنون


لم تكتشفة العصور الغابرة ؟

 

سرنا بخطى مرتعشة خلف "مشعلهي "


وكانت صدمتنا جميعا ان نشاهد اكوام من جماجم وهياكل عظمية


ملقاة اختلط بعضها ببعض ؟

 

الهروب كان  السبيل الوحيد للخلاص من فاجعة المكان ؟


صحيح "مشعلهي" اتم فحص الامكنه ولحقنا في اتجاه العودة ؟


هرولنا نحو الاسفل وكان اسهل بكثير من الصعود وفي داخلنا اسألة  لا اجوبة عليها ؟


رجعنا ننحدر من تحت الصخور الحجارة وبشكل عفوى ارجعنا بعض من الحجارة التي اخرجناها

ليعود المكان كما كان وكانا لا نريد احد ان يعرف طريق  لهذا المكان المغيب عن التاريخ ؟

 

رجعنا وفي مخيلاتنا اشياء كثيرة واسالة محيرة ؟


واسف عميق ففى تلك اللحظات نسينا توثيق الاحداث وتصوير الامكنه .


 وما كان لدينا من ذكريات سوى صور وسيلفي لاشجار دم الاخوين و اشجار التريمو والنخيل ؟

 

 


عدنا الي الفندق بسلام 

متفقين ان لا احد يتحدث عن سر كنزنا ...ربما في رحلة اخرى نتابع هذا الإكتشاف 

الخرافي ؟


انتهت مدة اقامتنا في سقطرى ؟

وحان وقت الرحيل الذى لا بد منه 

اتذكر الان وانا في الطائرة  اتذكر تفاصيل كل الاشياء " ومشعلهي " وكأني اشاهد 

ملامح "مشعلهي"


 وبين زرقة البحر الواسع 

وبين جبال الجزيرة ؟

واكوام السحاب


تلاشت  ملامح " مشعلهي" 

ربما للابد ..



10/10/2015

omarnasseer




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق